شاركت المنظمة العربية للتنمية الزراعية في أسبوع القاهرة السادس للمياه الذي تنظمه وزارة الموارد المائية والري المصرية سنويا بالقاهرة، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي جاء هذا العام تحت عنوان "العمل على التكيف في قطاع المياه من أجل الاستدامة".

تتضمن فعاليات هذا الحدث العديد من الاجتماعات رفيعة المستوى وورش العمل الإقليمية والجلسات الفنية، وتقديم عروض ومشاركات من متحدثين دوليين بارزين، وتقديم أبحاث علمية من خبراء وأساتذة وطلبة وخريجى جامعات وطلاب مدارس، وذلك بمشاركة 64 كيانا إقليميا ودوليا. وقد شاركت المنظمة في تنظيم جلسة حول "الحفاظ على إنتاجية المناطق الزراعية المتأثرة بالملوحة: خارطة طريق لمصر"، وذلك في إطار المبادرة التي تتبناها المنظمة بالتعاون مع المعهد الدولي لإدارة المياه وشركاء أخرون. هدفت هذه الجلسة إلى:

 - تسليط الضوء على الوضع الحالي لملوحة التربة والمياه في مصر وتأثيرها على الإنتاجية الزراعية، وعلى سبل عيش المزارعين.

- مناقشة نظام إدارة المناطق المتملحة في مصر، والبيئة التمكينية للإدارة هذه المناطق، ووضع إطار تشاركي لخارطة طريق ناجحة لإدارتها.

- استكشاف وتقديم الحلول والممارسات الجيدة لإدارة المناطق المتملحة على مستوى الحقل، والتعرف على قصص النجاح في هذا المجال.

- التواصل والتعاون بين المشاركين من خلفيات متنوعة، بما في ذلك المسؤولين الحكوميين والباحثين والممارسين، لتشجيع تبادل المعرفة.

 وفي كلمة افتتاحية أشار ممثل المنظمة إلى أن المناطق المتملحة تشكل تحديًا وفرصة في نفس الوقت، حيث تهدد تملح التربة بنقص الإنتاجية الزراعية، في حين أن هذا التحدي يمهد الطريق للابتكار والاستدامة في المستقبل. علاوة على ذلك، كما أشار إلى أنه لا يمكننا أن نتجاهل التأثيرات المتصاعدة لتغير المناخ، والتي تؤدي إلى تفاقم مستويات الملوحة في مناطق مختلفة من مصر، مما يضيف بعدا إضافيا لهذا التحدي.

وتناولت الجلسة عرضا حول مبادرة المعهد الدولي لإدارة المياه بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية، قدمته ممثلة المنظمة أشارت فيه إلى العوامل المساهمة في تملح المياه والتربة، ودور التغير المناخي في تفاقم حدة الملوحة، كما تناولت مجموعة من التدخلات للتصدي لخر التملح وجهود الدولة المصرية في هذا المجال. وفي نهاية العرض قدّمت شرحا عن مشروع الحفاظ على إنتاجية المناطق الزراعية المتأثرة بالملوحة في مصر، أشارت فيه إلى أهداف المشروع وعناصره الرئيسية.

 ومن الجدير بالذكر أن هذا المشروع يقوم على التعاون مع الجهات الحكومية المعنية والمراكز البحثية والخبراء، لينتهي بخارطة طريق لإدارة المناطق المتملحة في مصر على المستوى الوطني وعلى مستوى الحقل. وقد دعت المنظمة لورشة عمل لمناقشة النتائج الأولية للمبادرة التي تنفذها مع المعهد الدولي لإدارة المياه والشركاء الآخرين لتبادل الخبرات والتوافق حول خارطة الطريق هذه. تلا ذلك جلسة حوارية لبعض الشركاء العاملين في مجال الزراعة الملحية، تطرقت إلى الأساليب والابتكارات في هذا المجال، حيث تمت مناقشة الطريق قدما لتحسين إنتاجية المناطق المتملحة في مصر وزيادة إنتاجيتها.

 وفي نهاية الجلسة استعرض ممثل المنظمة أهم ما جاء في الجلسة من أفكار مؤكدّا على أن خارطة الطريق التي يتم العمل عليها ستمهد الطريق لتنفيذ التدخلات المستهدفة واعتماد أفضل الممارسات لتعزيز إنتاجية المناطق المتملحة في مصر، مع ضرورة تبني الابتكار والتعاون بين جميع الشركاء من القطاع الحكومي والقطاع الخاص والجامعات والمنظمات الدولية والإقليمية والمؤسسات المجتمع المدني.