شهدت العاصمة الأردنية عمّان انطلاق أعمال الحوار الإقليمي رفيع المستوى حول تمكين المرأة والوصول إلى التمويل للنهوض بالزراعة الدائرية في المنطقة العربية، الذي تنظمه المنظمة العربية للتنمية الزراعية، الذراع الفني لجامعة الدول العربية في مجالي الأمن الغذائي والتنمية الزراعية، وذلك بمشاركة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) ومنظمة تنمية المرأة، وتحت رعاية معالي الدكتور صائب الخريسات، وزير الزراعة الأردني.

ويأتي هذا الحوار في إطار جهود المنظمة العربية للتنمية الزراعية الهادفة إلى تعزيز دور المرأة العربية في الاقتصاد الزراعي، وتمكينها من استخدام وسائل مبتكرة للوصول إلى التمويل الزراعي، بما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي العربي ويدعم التحول نحو الزراعة الدائرية والخضراء. ويشارك في أعماله عدد من وزراء الزراعة العرب وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية، إلى جانب خبراء وباحثين ورواد أعمال من مختلف الدول العربية.

وفي كلمته الافتتاحية، أكد معالي البروفسور إبراهيم الدخيري، المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية، أن تمكين المرأة الريفية يمثل "ضرورة لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة في العالم العربي"، مشيرًا إلى أن المنظمة تعمل من خلال الشبكة العربية للمرأة الريفية والبدوية والساحلية على توفير التدريب وتعزيز فرص وصول النساء إلى التمويل والأسواق، بما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي ودعم الاقتصاد الأخضر. كما شدد معاليه على التزام المنظمة بتمكين المرأة في الريف العربي باعتبارها شريكًا أساسيًا في منظومة التنمية الزراعية المستدامة.

كما أكد الدكتور عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد والممثل الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، على أهمية دمج النوع الاجتماعي في السياسات الزراعية والتمويلية، موضحًا أن الشمول المالي للنساء ركيزة أساسية لبناء نظم زراعية أكثر استدامة وعدالة.

وشهدت الجلسة الوزارية الافتتاحية مشاركة وزراء الزراعة أو من ينوب عنهم من الدول العربية، من بينها: الاردن، مصر، لبنان، البحرين، سوريا، المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى ممثلي وزارات الزراعة من الدول العربية الأخرى، حيث ناقش المشاركون سبل تطوير السياسات التمويلية المراعية للنوع الاجتماعي ودور المرأة العربية كـ"محرك رئيسي للتحول الأخضر" في الزراعة.

وتضمن اليوم الأول من الحوار جلسات متخصصة استعرضت رؤى المؤسسات الإقليمية والدولية حول التمويل الشمولي للزراعة الدائرية، إضافة إلى عرض مبادرات نسائية رائدة من مصر وتونس والأردن ولبنان، سلطت الضوء على الابتكار وريادة الأعمال الزراعية الخضراء.

ومن المقرر أن يشهد اليوم الثاني من الحوار مناقشات معمقة حول السياسات العامة والابتكارات التمويلية والشراكات المؤسسية، تُختتم بإعداد توصيات عملية تُسهم في صياغة ورقة سياسات إقليمية حول تمكين المرأة والوصول إلى التمويل في القطاع الزراعي.

وسيُختتم الحوار بإطلاق مبادرة المنظمة العربية للتنمية الزراعية "النهوض بالتمويل الشمولي للمرأة في الزراعة في الدول العربية"، التي تهدف إلى تعزيز الشمول المالي للنساء الريفيات وتمكينهن كقوة فاعلة في تحقيق التنمية الزراعية المستدامة ودفع التحول نحو الاقتصاد الأخضر في المنطقة العربية.