شاركت المنظمة العربية للتنمية الزراعية في أنشطة أسبوع القاهرة للمياه الذي يتم عقده من 13-17 أكتوبر 2024، في عدة جلسات منها جلسة نظمتها منظمة الأغذية والزراعة بعنوان: "من النفايات إلى الموارد: أطر متقدمة لدمج مياه الصرف الصحي المعالجة في الممارسات الزراعية الحديثة". تناولت الجلسة كيفية تحويل مياه الصرف الصحي المعالجة إلى مورد قابل للاستفادة في الزراعة، وذلك من خلال تطبيق تقنيات وممارسات زراعية حديثة تسهم في تعزيز الاستدامة البيئية وإدارة الموارد المائية بشكل أكثر فعالية. تأتي هذه المشاركة في إطار جهود المنظمة العربية للتنمية الزراعية لدعم استخدام موارد المياه غير التقليدية في تعزيز الزراعة المستدامة وتحقيق الأمن الغذائي في المنطقة.

وفي هذه الجلسة استعرضت ورقة المنظمة التحديات الرئيسية التي تواجه عملية دمج مياه الصرف الصحي المعالجة في الممارسات الزراعية في المنطقة العربية. ومن أبرز هذه التحديات ما يتعلق بصحة التربة، حيث قد تؤدي مياه الصرف الصحي المعالجة إلى زيادة ملوحة التربة وتراكم المعادن الثقيلة، مما يؤثر سلباً على خصوبة التربة على المدى الطويل. فقد وأوضحت الدراسة التي قامت المنظمة بإعدادها حديثا حول الحفاظ على إنتاجية المناطق المتملحة في مصر، بدعم من المعهد الدولي إدارة المياه IWMI تأثير استخدام مياه الصرف على ملوحة التربة، مما يتطلب ممارسات حقلية قد تشكل عبئا على بعض المزارعين.

كما أشارت الورقة إلى تحديات أخرى تتعلق بمعايير السوق ومتطلبات الجودة. فالمنتجات الزراعية التي تعتمد على مياه الصرف الصحي المعالجة قد تواجه صعوبات في مطابقة معايير الجودة والسلامة المطلوبة في الأسواق المحلية والدولية. وهذه التحديات تجعل من الضروري وضع أطر تنظيمية وسياسات زراعية تضمن الاستخدام الآمن والفعال لهذه المياه، مع مراعاة التحديات المالية والتقنية التي يواجهها المزارعون، لضمان تحقيق التوازن بين الاستدامة الزراعية والاقتصادية. وفي هذا الإطار تعمل المنظمة العربية للتنمية الزراعية على دراسة اشتراطات ومواصفات سلامة الغذاء العالمية وإمكانيات تطبيقها في الدول العربية، وتأثير ذلك على التجارة البينية للمنتجات الغذائية بين الدول العربية المختلفة، الأمر الذي يعزز الأمن الغذائي على المستوى الإقليمي.