تواصل بعثة التقييم نصف المرحلي لمشروع تول باي انياس زيارتها للسنغال، حيث قامت امس بزيارة لمنطقة المشروع في بلدة طيبة انياسين في اقليم سين سالوم، وقامت صحبة الخليفة العام للفيضة التجانية الشيخ محمد الماحي الشيخ ابراهيم انياس بزيارة لانجازات المشروع واستمعت للشروح المقدمة من الفريق الميداني عن التقدم الحاصل في مختلف المكونات، وقد اتضح من هذه الشروح ومن المشاهدات العينية للبعثة أن مستوى الانجاز قد اكتمل في مكون حفر و تحهيز الابار الارتوازية، وكذلك شق الطريق المدعم لفك العزلة وعملية تسييج المشروع، كما تجاوز العمل نسبة 80%، في مكون اقامة شبكة الري بجزئيها الرش و التنقيط، وبهذه المناسبة وجه الخليفة والبعثة شكرهم للشركات السنغالية المنفذة لهذه المكونات .

وقد كان المكون الوحيد الذي لاحظت البعثة التاخر فيه بشكل مقلق هو مكون تشييد البنايات، سواء تلك المعدة لاحتضان المداجن، أو تلك المتعلقة بالمخازن والاستخدامات المتعددة، حيث لاحظت البعثة ان ما تم في هذا المكون لم يصل بعد 20% بالرغم من انقضاء الاجال المحددة للانجاز، وعبرت البعثة عن قلقها لهذا التاخير لما تكتسيه البنايات من اهمية قصوى بالنسبة للمشروع، فعليها يترتب تنفيذ مكون انتاج لحوم الدواجن والبيض، وعليها كذلك يترتب تخزين المدخلات الزراعية، وطالبت البعثة الجهات السنغالية المختصة والخليفة بالقيام بكل الضغوط القانونية والمعنوية على الشركة الخصوصية التي فازت بهذه الصفقة لتكمل العمل وفقا للشروط المتعاقد عليها .

بعد ذلك عقدت البعثة لقاء مع المستفيدان والمستفيدات من المشروع، حيث ذكرت باهميته والنقلة التي سيحدثها في ظروفهم الاقتصادية ودعتهم الى تنظيم انفسهم من الآن من اجل ضمان تسيير المنشآت بعد استكمالها، و هو ما التزم به سماحة الخليفة الذي هنأ المستفيدين بمناسبة انجاز المشروع وتقدم بجزيل شكره للحكومة السنغالية والمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في افريقيا والمنظمة العربية للتنمية الزراعية على هذا الاهتمام بمشروع "تول باي انياس " مؤكدا انه لن يدخر جهدا في العمل على استكمال العمل في مكونات المشروع كاملة و وفاء كل الاطراف بالتزاماتها ،حتى تتحقق النتائج المتوخاة من هذا العمل الاجتماعي والانساني الهام.

 انهت بعثة التقييم نصف المرحلي لمشروع "تول باي انياس " في السنغال مهمتها مساء يوم الجمعة 6 سبتمبر 2024م .

 وقد تميز اليوم الاخير من عمل البعثة بعقد اجتماعين منفصلين، كان اولهما مع الشركات المنفذة لمكونات المشروع، و كان الاجتماع الثاني مع المصالح الجهوية المعنية بالمشروع، وهي مصلحة المياه ومصلحة الثروة الحيوانية . خلال الاجتماع الاول الذي حضرته كل الشركات المنفذة لمكونات المشروع، وهي حفر الابار وبناء مقرات المداجن والمخازن، واقامة ممر ترابي مدعم لفك العزلة عن منطقة الانتاج وتسييج المشروع واقامة شبكات الري ،قدمت البعثة شكرها للشركات التي اكملت عملها في الوقت المحدد ،و استفسرت من الشركة المكلفة ببناء المداجن والمخازن والابنية الاخرى عن سبب التاخير الملاحظ في العمل حيث ان الانجاز لم يتجاوز بعد 15% بالرغم من اقتراب نهاية الآجال، و قدمت الشركة مبرراتها التي تعود الى ظروف طارئة تم التغلب عليها واكدت أنها ستبذل قصارى جهدها من اجل الوفاء بالتزاماتها، وابدت البعثة تفهما للمبررات موضحة أنها لا تريد أن يتم اللجوء الى تطبيق المساطر القانونية المنظمة للصفقات ما دام هنالك امل في الوفاء بالالتزامات في الوقت المحدد و هو ما تعهدت به الشركة .

 خلال الاجتماع الثاني، هنات البعثة المصالح الجهوية المعنية بالمشروع على مواكبتها لتنفيذ مختلف الأشغال كل في مجال عمله وطلبت منهم مواصلة هذا المجهود خاصة بعد نهاية العمل فيه وتسلم الجهات المستفيدة للمرافق والمنشات التي انجزت والتي ستظل تحتج دائما لمتابعة ورقابة وصيانة حتى تستديم استفادة السكان منها .