اختُتمت مساء الجمعة الموافق 5 يوليو 2025 بمدينة القنيطرة المغربية فعاليات الدورة التدريبية المتخصصة التي نظمتها المنظمة العربية للتنمية الزراعية بالتعاون مع وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات في المملكة المغربية، تحت عنوان: "الآليات الفعالة من أجل فلاحة مستدامة قادرة على الصمود: مقاربة فعلية للسياق المغربي"، وذلك في إطار جهود مشتركة لتعزيز مفاهيم التنمية الزراعية المستدامة وبناء قدرات الموارد البشرية في الدول العربية.

انطلقت أعمال الدورة يوم الاثنين 30 يونيو 2025 بفندق المعمورة بمدينة القنيطرة، بمشاركة واسعة من الخبراء والمختصين وممثلين عن الجهات الفلاحية المحلية، إضافة إلى العشرات من الكوادر الفنية من مختلف جهات وأقاليم المغرب، من بينها: طنجة، تطوان، الحسيمة، فاس، مكناس، مراكش، الدار البيضاء، آسفي، سطات، وجدة، بني ملال، خنيفرة، درعة تافيلالت، كلميم واد نون، الداخلة، والعيون.

وخلال الكلمة الافتتاحية، شدد ممثل المنظمة العربية للتنمية الزراعية على الأهمية المتزايدة لتأهيل الكوادر العربية في ظل التحديات البيئية والتقنية التي يشهدها القطاع الزراعي، لا سيما في ظل التحولات الرقمية المتسارعة والابتكارات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن برامج التدريب تحتل مكانة مركزية في استراتيجية المنظمة الرامية إلى دعم الأمن الغذائي وتحقيق التنمية الزراعية المستدامة في الدول الأعضاء.

 وقد تضمنت الدورة برنامجًا علميًا متكاملًا، توزعت أعماله بين محاضرات نظرية وجلسات تطبيقية، وعروض جماعية وتمارين ميدانية، ركزت على جملة من المحاور الحيوية، من أبرزها تشخيص السياق الوطني للفلاحة المستدامة في المغرب وتحديد أبرز التحديات والفرص؛ تقديم الأدوات والممارسات الزراعية الكفيلة بتحقيق الاستدامة وتعزيز قدرة النظم الزراعية على الصمود؛ تحليل السياسات العمومية والآليات المؤسسية والتقنية المرتبطة بالزراعة المستدامة؛ مناقشة الآليات الاقتصادية والتمويلية اللازمة لتحفيز الاستثمار في الأنشطة الزراعية المستدامة؛ استعراض الابتكارات التكنولوجية والرقمية الحديثة وإمكانيات توظيفها في خدمة الزراعة البيئية والصامدة؛ تعزيز ثقافة الشراكة والتعاون على المستويين المحلي والإقليمي، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ذات الصلة بالأمن الغذائي والموارد الطبيعية.

كما خُصصت عدة جلسات لبناء فهم مشترك للمفاهيم المفتاحية المرتبطة بالزراعة المستدامة والصمود البيئي، واستشراف الرهانات المستقبلية، مع التركيز على تطوير خرائط طريق استراتيجية تنسجم مع أولويات السياسات الزراعية الوطنية في المغرب، وتسهم في وضع إطار مؤسسي متكامل لدعم التحول نحو أنظمة إنتاج أكثر مرونة واستدامة.

وقد تولى تأطير الدورة فريق من الخبراء المتخصصين في مجالات التنمية الزراعية، والاقتصاد الأخضر، والتكنولوجيا الزراعية، عملوا على توفير بيئة تدريبية تفاعلية تُمكّن المشاركين من تبادل الخبرات وتعزيز التفكير الجماعي في معالجة التحديات الزراعية الراهنة.

وفي حفل الاختتام، الذي حضرته ممثلة وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وممثل المنظمة العربية للتنمية الزراعية، أُعرب عن تقدير الجهود المبذولة من طرف المشاركين والمنظمين على حد سواء، كما تم التأكيد على أهمية البناء على مخرجات الدورة واستثمار ما تحقق من معارف ومهارات على أرض الواقع. وفي ختام الحفل، تم توزيع الشهادات على المشاركين، وسط أجواء إيجابية عكست مدى التفاعل والالتزام الذي طبع مجريات الدورة منذ انطلاقتها.